أتى من أتى
ورحل من رحل
فبعد ياسين و الحسيني
وغيرهم من القمم
جاء من سيحني الهمم
جاءنا عباس
بكى الأطفال
وصرخ الثوار
ونادت الثكالى, وا معتصماه
أجرنا فقد أتى عباس
لينكس العقال و يمرغ الراس
أتى ليسرق الكوفية
ويعطينا عوضها النجمة الخماسية
أتى ليمحي تراثنا, ويرسم مستقبل الماسونية
فبعد أن ضاعت ملامح القضية
بين خالد وهنية
وكثر التساؤل, هل القدس عربية
اشتد الخلاف بين اليسار واليمن
حول حدود فلسطين
فمنهم من طالب بحدود الثمانية وأربعين
ومنهم من رضى بالسبعة وستين
ومنهم من اقتنع بوطن الشتتات, ولو طالت سنين الغربة والبعاد
وبعد كثرة القرارات والمعاهدات
من ديفيد لوارسو
ومن أنور لعرفات
أتى عباس
ليزيد في الطنبور نغم
هرع الناس بحثاً عن بئر الخلاص
فوجدوا الماء قد تبخر في الهواء
وظهر لهم عباس, ووجهه قد فصل على المقاس
قال: دعونا نتكلم بشفافية
مطالبي ليست عصية
أولاً:
دعوا لي حل هذه القضية
وانسوا أحلام الفدائية
وأعدكم وعد الحق باسترجاع ما سيبقى من الضفة الغربية
وسأبني لكم مستوطنات في مراكز الصهيونية
ثانياً:
أطالب بنزع السلاح من أيدي الرضع واليتامى
قالوا سلاحنا الزيتون والحجارة
ضحك عباس
يعتبر هذا تهديداً للأشقاء
ثالثاً:
دعوا لي أمور العدل والتحكيم
فأنا محال أن أرضى بقرار التقسيم
ولكني آخره إلى حين
رابعاً:
دعونا نعيش بسلام مع هذا الشعب المختار
فالأرض خصبة والليمون وفير
ويكفينا نحن الاثنين
ويقينا شر المصير
صرخ الجنين في الأحشاء
من هذا الذي يتكلم أهو الوسواس الخناس
فقال الجمع بل هو عباس
عباس
أهو من يدخل السموم, ويذهب لزيارة المرضى في المشافي
ويلتقط الصور التذكارية بجانبهم
قال الجمع هو عباس
قال
أهو من يردم الخنادق ويخنق العباد, ويسارع للبس الحداد
قال الجمع هو عباس
قال
ليلعنه الله أينما داس
أغلقوا رحم أمي بالشمع الأحمر
ولا ترسلوا الوجهاء لإقناعي
فلن أنزل من هنا
حتى يأتي خاتم الزمان
أو ليرحل من هنا
عباس